( مسلمو تايلاند أسباب نكبتهم ووسائل نصرتهم )
5/3/1426هـ / 2005/04/14م
فضيلة الدكتور/ رياض بن محمد المسيميري
نداء فطاني إلى العالم
نعيش انتماء بلا وطن , ونسير بلا أسلحة , نحوز هوية بلا تعريف , نملك قدرة بلا تزييف , أ مشردون نحن أم ضياع ؟!. حب بلا أمل , ووطن بلا اسم , وهوية بلا تحديد ، وموت بلا الم , وحساب بلا عذر , وجزاء بلا عمل , وبداية بلا نهاية .
رمونا بتهمة كانت لنا شرفا , قذفونا بالقومية فكنا لها فخرا , قالوا عنا متعصبون , فقلنا لهم ولم لا ...؟
أليس شعبنا بالقيود مكبلا ؟... , أو ليس يجدر بنا أن نكون للقضية مناصرين ؟! , وللأعداء محاربين !؟! , وللطاغين مجزرة ؟! , وسيظل صوتنا جاهرا بالحق ... مادامت الشمس تشرق من المشرق إلى المغرب ...
ومن النواة انبثقت ... من قلب ( فطاني) يأتي النور , ومن الظلم تأتي الرحمة , ومن المحال أن نأمل دوام الحال , ومن اجل ذلك نحارب الأعداء ... ومن اجل هذه القضية نسكب الدماء ... ومن هنا اغتربنا في شتى الأرجاء , ومن بدايتها ذقنا المرارة والشقاء , ولم ندر ...أين كان البدء ومتى يكون الانتهاء!؟!.........
بسم الله الرحمن الرحيم
تعد تايلاند واحدة من دول العالم الثالث الاحتلالية , التي نال المسلمون من أذاها
واضطهادها ما لم تنله أقليات مسلمة في بقاع عديدة في العالم على أيد المحتل الأجنبي .
فقد ابتلعت هذه الدولة الوثنية , ذات الديانة البوذية الخبيثة , كل الجنوب المسلم الذي كان مستقلا حتى عام1902م , أي قبيل المائة عام حين قامت بريطانيا الصليبية باحتلال دولة فطاني ؛ ثم تسليمها غنيمة باردة لتايلاند , ذات الحدود اللصيقة بفطاني , ثم إعلان دخولها في الحدود السياسية لمملكة تايلاند بكل صفاقة وجه , بتواطئ دولي إجرامي .
ومن الطبيعي أن تسعى تايلاند الوثنية , في استعجال إلغاء هوية الشعب المسلم هناك , والعمل على صهره في المجتمع البوذي , وتنشاة الأجيال تنشاة إباحية , مع محاولة تذويب ما تبقى من شعائر الإسلام لدى الشعب الفطاني المسلم , الذي لم يكن يحتفظ أساسا من الإسلام إلا ببعض الشعائر اليسيرة , التي غالبا لا تتعدى نطاق الأحوال الشخصية , من زواج أو طلاق ,أو بعض العبادات من صلاة أو صيام , لا تخلو في أحوال كثيرة من البدع والخرافات .
وكان من ابرز خطوات المحتل الأجنبي تكريس احتلاله وفرضه واقعا لا يقبل التغيير ما يلي :
1- محاصرة القضية الإسلامية في الجنوب التايلاندي إعلاميا .
بحيث تم تجفيف كل المنابع الإعلامية التي يمكن من خلالها إسماع القضية الإسلامية الجنوبية للعالم الخارجي , فلا إذاعات , ولا صحف , ولا وفود أو منظمات , تستطيع الاتصال بالعالم الإسلامي أو غيره , لشرح قضيتهم , لدرجة أننا لم نسمع من يدعو إلى تحرير الجنوب أو اعتباره أرضا محتلة على الأقل !!
بل إن كثيرا من علماء المسلمين , وطلاب العلم والدعاة , لا يعرفون ما هي * فطاني * , أو إن كان لها قضية أصلا , أو حتى تحديد موقعها على الخريطة !!
2- ممارسة الخناق الاقتصادي , وسلاح التجويع .
وهي سياسة قديمة , توارثها أعداء الدين عبر القرون , فقد قالها رأس النفاق عبد الله بن أبي لأتباعه :
( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا )
وهي ذات السياسة التي اتبعتها أمريكا الصليبية ضد العراق المسلم , وضد ليبيا , وأفغانستان ,وتلوح بها لكل من يخرج عند أوامر المحتل الأكبر , والعدو الأخطر .
كما تمارس هذه السياسة كل الدكتاتوريات المتسلطة , ضد الضعفاء , كما في حالة
( الهند وكشمير ) , و(الصرب والبوسنة ) , و( روسيا والشيشان ) , و( الفلبين مع الجنوب المسلم )
و( تايلاند مع دولة فطاني ) .
ومن مظاهر هذا الخناق الاقتصادي الذي تمارسه حكومة تايلاند البوذية ضد المسلمين الجنوبيين :
1- محاولة إبقاء الجنوب فقيرا , حيث لا يتاح لأبنائه القدرة على العمل والكسب , أو المنافسة التجارية , إلا بالانسلاخ التام عن الهوية الإسلامية , لدرجة المطالبة بتغيير الأسماء , بل وحتى اللباس والمظهر .
2- حرمان الجنوب من فرص التنمية , أو تخصيص مبالغ من الميزانية لتلبية حاجاته الضرورية والإنسانية , في مقابل استغلال الثروات الطبيعية , والمناطق السياحية الجنوبية , لجذب السياح , وضخ العملات الصعبة لمصلحة الخزينة العامة فحسب !
3- نشر الإباحية في الجنوب بشكل يفوق الوصف .
من المعروف أن تايلاند تكاد تكون البلد الأول على مستوى العالم الذي يعتمد على تسويق الإباحية , والسياحة الجنسية , وتجارة الأعراض , لدرجة يصعب تصورها , حتى غدت بانكوك وبقية الأقاليم التايلندية محط رحلات طلاب الفاحشة من أنحاء العالم , إذ لا يوجد شئ محرم أو مستقذر لدى عامة المواطنين والوافدين , بل ربما ربطوها بمعتقدات دينية في بعض الأحايين , ومن العجيب تورط كثير من المسلمين في الجنوب بتجارة الفواحش لعاملين رئيسيين أولاهما :
1- حرص الحكومة على إبقاء الجنوب غارقا في شهواته , للقضاء على نزعة التدين لدى أبنائه , وتسهيل الحصول على تراخيص ( الدعارة ! ) , بل والتشجيع عليها .
2- ضعف التدين أصلا لدى غالبية الشعب الفطاني الجنوبي , لقلة العلماء والدعاة , ولوقوعه تحت احتلال حكومة وثنية , فرضت عليه ثقافة بوذية , ووصاية تعليمية مستمدة من خليط من الخرافات , والخزعبلات المبتكرة أو المستوردة .
فضلا عن الفقر العام لدى الشعب , مما يدفعه إلى الرغبة في الحصول على الأموال , ولو بطريقة الدياثة وتجارة الجسد والخسيسة .
( وسائل نصرة الشعب الفطاني )
في ظل الضعف العام الذي أصاب المسلمين في هذا العصر , وخوف الحكومات الإسلامية يمن يد العون لإخوة العقيدة في أصقاع المغمورة , تبقى مجالات النصرة للأقليات الاسلاميه المستضعفة , محدودة ومحصورة في نطاقات ضيقة , لا بد من استغلالها مهما كانت بطيئة الأثر , أو قليلة الفاعلية , وهي في الجملة وسائل شعبية , تنقصها الموارد المادية , ويعوزها التنظيم , ويغلب عليها الارتجالية , لكن مع إخلاص النية , وصدق العزم , تصاحبها البركة , وترعاها العناية الإلهية , فمن ذلك .
1- تفعيل القضية الفطانية إعلاميا .
إن من أهم وسائل نصرة الشعب الفطاني هو إشهار قضيته في المحافل العامة والخاصة , وبحدود الإمكانات المتاحة .
فمن المؤلم كما أسلفت , أن يبقى خاصة العلماء والدعاة غير مدركين لإبعاد قضية الشعب الفطاني المسلم , ووقوعه تحت دائرة الظلم , ومصادرة الحريات العقدية والأخلاقية , حتى صدور حقه في لباسه الشخصي , بل وأسماء أبنائه !
ومن الوسائل الممكنة :
* فتح ملفات إعلامية تنشر عبر الشبكات العنكبوتية , وجمع المعلومات عن الشعب المسلم هناك , واستكتاب أهل العلم والاختصاص لإثراء الموضوع وإشباعه بحثا ودراسة .
وإنها والله لخطوة رائدة هذه التي أقدمت عليها شبكة # نور الإسلام # ونأمل أن يتبعها خطوات أخرى يفتح من خلالها ملفات كشمير والشيشان وكوسوفا وغيرها .
2- ربط هذه الملفات الإعلامية بأكبر قدر ممكن من المواقع عبر الشبكة , ونقل ما فيها من التقارير والدراسات والمقالات , إلى المنتديات العامة بصورة مستمرة ومتجددة .
3- دعوة أصحاب الخبرة والهمم العالية , لفتح مواقع خاصة بالأقليات المسلمة , ومحاولة إبقاء قضيتهم ساخنة ملتهبة , حتى لا تعود مجددا إلى عالم النسيان !
فما المانع أن نبادر إلى إنشاء موقع لفطاني , وأخر لكشمير , وأخر لألبانيا , بطريقة شيقة وفعالة , وبأساليب متجددة ومؤثرة !؟
4- دعوة خطباء المساجد إلى الحديث عن الأقليات المسلمة , وشرح قضاياهم , وتشجيع الجمهور على مساعدتهم معنويا وماديا , فضلا عن الدعاء لهم بصدق وإخلاص .
5- بعث الدعاة إليهم عبر القنوات المتاحة , كرابطة العالم الإسلامي , أو مكاتب الدعوة , أو اللجان الأغاثية , أو عبر الجهود الشخصية , فإذا كانت حكومة تايلاند تشجع السياحة على الوصول إلى أراضيها بأبخس الأثمان , وأسهل الإجراءات فعلى الدعاة أن يستغلوا الفرصة المتاحة , دعوة إلى لله وتعليما لإخوة الدين والعقيدة .
6- التواصل الحثيث مع المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات , للعمل على استقطاب الشباب التايلندي المسلم , وتعليمه , وتكوينه دعويا , ومن ثم بعثه إلى بلاده للتعليم والإرشاد , مزودا بالمراجع العلمية , والكتب المناسبة بلغة البلد الأصلية وهي ( الملايو ) .
كما ينبغي استغلال وجود جالية كبيرة من التايلنديين البوذيين في مجتمعاتنا , ودعوتهم إلى الإسلام ليتحولوا إلى دعاة في بلادهم حسب الوسع والطاقة , أو على الأقل تغيير التركيبة السكانية لمصلحة المسلمين تدريجيا .
7- حث التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين اعتادوا الذهاب إلى تايلاند لأسباب تجارية , وصفقات تجارية اقتصادية , أن يعنوا بأمرين مهمين :
* احدهما : محاولة عقد الصفقات مع التجار المسلمين ما أمكن , لتبقى الأموال المسلمة في أيدي مسلمة على الدوام .
* آخرهما : حمل ما أمكن من الكتيبات الدعوية والنشرات التوجيهية باللغات السائدة هناك .
وغير غائب عن البال الأثر البالغ , والنفع العظيم , الذي قام به التجار المسلمون عبر التاريخ في كل البلاد التي وصلوا إليها , بل إن الإسلام لم يدخل فطاني نفسها , إلا عن طريق التجار قبل عشرة قرون من الزمان تقريبا !.
فهل يلعب تجار زماننا ذات الدور الذي لعبه أسلافهم , وهل يقومون بإحياء سنة الدعوة عبر التجارة ؟
فيجمعون بين تجارتي الدنيا والآخرة , وللآخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ؟! .
8- محاولة إقناع القيادات العسكرية في الجنوب المسلم تأجيل الخيار العسكري لحين تربية الناس على الدين الحق , والخلق الكريم , وتأسيس الأجيال على مكارم الإسلام .
إذ القيام بأعمال العنف لن يحقق - والله اعلم - أهدافا ذات البال , وإنما سيكرس الاحتلال , ويسفك مزيدا من الدماء المعصومة !
ولست اشك لحظة واحدة بان الجهاد الإسلامي متى أمكن قيامه تحت راية واضحة , وقيادة مسلمة واعية , وجب تفعيله ومساعدته بما أمكن , وتعين فرضه على أبناء الشعب الفطاني المسلم ؛
لأنه واقع تحت الاحتلال .
بيد أن مرور مائة عام على دخول المحتل , تستدعي تريثا وتأنيا ضروريا , لترتيب الصفوف , واستعادة الهوية , وتوعية الناس , وهو ما يتطلب وقتا زمنيا لا يستهان به .
والله المسئول أن ينصر دينه وجنده وأولياءه .
5/3/1426هـ / 2005/04/14م
فضيلة الدكتور/ رياض بن محمد المسيميري
نداء فطاني إلى العالم
نعيش انتماء بلا وطن , ونسير بلا أسلحة , نحوز هوية بلا تعريف , نملك قدرة بلا تزييف , أ مشردون نحن أم ضياع ؟!. حب بلا أمل , ووطن بلا اسم , وهوية بلا تحديد ، وموت بلا الم , وحساب بلا عذر , وجزاء بلا عمل , وبداية بلا نهاية .
رمونا بتهمة كانت لنا شرفا , قذفونا بالقومية فكنا لها فخرا , قالوا عنا متعصبون , فقلنا لهم ولم لا ...؟
أليس شعبنا بالقيود مكبلا ؟... , أو ليس يجدر بنا أن نكون للقضية مناصرين ؟! , وللأعداء محاربين !؟! , وللطاغين مجزرة ؟! , وسيظل صوتنا جاهرا بالحق ... مادامت الشمس تشرق من المشرق إلى المغرب ...
ومن النواة انبثقت ... من قلب ( فطاني) يأتي النور , ومن الظلم تأتي الرحمة , ومن المحال أن نأمل دوام الحال , ومن اجل ذلك نحارب الأعداء ... ومن اجل هذه القضية نسكب الدماء ... ومن هنا اغتربنا في شتى الأرجاء , ومن بدايتها ذقنا المرارة والشقاء , ولم ندر ...أين كان البدء ومتى يكون الانتهاء!؟!.........
بسم الله الرحمن الرحيم
تعد تايلاند واحدة من دول العالم الثالث الاحتلالية , التي نال المسلمون من أذاها
واضطهادها ما لم تنله أقليات مسلمة في بقاع عديدة في العالم على أيد المحتل الأجنبي .
فقد ابتلعت هذه الدولة الوثنية , ذات الديانة البوذية الخبيثة , كل الجنوب المسلم الذي كان مستقلا حتى عام1902م , أي قبيل المائة عام حين قامت بريطانيا الصليبية باحتلال دولة فطاني ؛ ثم تسليمها غنيمة باردة لتايلاند , ذات الحدود اللصيقة بفطاني , ثم إعلان دخولها في الحدود السياسية لمملكة تايلاند بكل صفاقة وجه , بتواطئ دولي إجرامي .
ومن الطبيعي أن تسعى تايلاند الوثنية , في استعجال إلغاء هوية الشعب المسلم هناك , والعمل على صهره في المجتمع البوذي , وتنشاة الأجيال تنشاة إباحية , مع محاولة تذويب ما تبقى من شعائر الإسلام لدى الشعب الفطاني المسلم , الذي لم يكن يحتفظ أساسا من الإسلام إلا ببعض الشعائر اليسيرة , التي غالبا لا تتعدى نطاق الأحوال الشخصية , من زواج أو طلاق ,أو بعض العبادات من صلاة أو صيام , لا تخلو في أحوال كثيرة من البدع والخرافات .
وكان من ابرز خطوات المحتل الأجنبي تكريس احتلاله وفرضه واقعا لا يقبل التغيير ما يلي :
1- محاصرة القضية الإسلامية في الجنوب التايلاندي إعلاميا .
بحيث تم تجفيف كل المنابع الإعلامية التي يمكن من خلالها إسماع القضية الإسلامية الجنوبية للعالم الخارجي , فلا إذاعات , ولا صحف , ولا وفود أو منظمات , تستطيع الاتصال بالعالم الإسلامي أو غيره , لشرح قضيتهم , لدرجة أننا لم نسمع من يدعو إلى تحرير الجنوب أو اعتباره أرضا محتلة على الأقل !!
بل إن كثيرا من علماء المسلمين , وطلاب العلم والدعاة , لا يعرفون ما هي * فطاني * , أو إن كان لها قضية أصلا , أو حتى تحديد موقعها على الخريطة !!
2- ممارسة الخناق الاقتصادي , وسلاح التجويع .
وهي سياسة قديمة , توارثها أعداء الدين عبر القرون , فقد قالها رأس النفاق عبد الله بن أبي لأتباعه :
( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا )
وهي ذات السياسة التي اتبعتها أمريكا الصليبية ضد العراق المسلم , وضد ليبيا , وأفغانستان ,وتلوح بها لكل من يخرج عند أوامر المحتل الأكبر , والعدو الأخطر .
كما تمارس هذه السياسة كل الدكتاتوريات المتسلطة , ضد الضعفاء , كما في حالة
( الهند وكشمير ) , و(الصرب والبوسنة ) , و( روسيا والشيشان ) , و( الفلبين مع الجنوب المسلم )
و( تايلاند مع دولة فطاني ) .
ومن مظاهر هذا الخناق الاقتصادي الذي تمارسه حكومة تايلاند البوذية ضد المسلمين الجنوبيين :
1- محاولة إبقاء الجنوب فقيرا , حيث لا يتاح لأبنائه القدرة على العمل والكسب , أو المنافسة التجارية , إلا بالانسلاخ التام عن الهوية الإسلامية , لدرجة المطالبة بتغيير الأسماء , بل وحتى اللباس والمظهر .
2- حرمان الجنوب من فرص التنمية , أو تخصيص مبالغ من الميزانية لتلبية حاجاته الضرورية والإنسانية , في مقابل استغلال الثروات الطبيعية , والمناطق السياحية الجنوبية , لجذب السياح , وضخ العملات الصعبة لمصلحة الخزينة العامة فحسب !
3- نشر الإباحية في الجنوب بشكل يفوق الوصف .
من المعروف أن تايلاند تكاد تكون البلد الأول على مستوى العالم الذي يعتمد على تسويق الإباحية , والسياحة الجنسية , وتجارة الأعراض , لدرجة يصعب تصورها , حتى غدت بانكوك وبقية الأقاليم التايلندية محط رحلات طلاب الفاحشة من أنحاء العالم , إذ لا يوجد شئ محرم أو مستقذر لدى عامة المواطنين والوافدين , بل ربما ربطوها بمعتقدات دينية في بعض الأحايين , ومن العجيب تورط كثير من المسلمين في الجنوب بتجارة الفواحش لعاملين رئيسيين أولاهما :
1- حرص الحكومة على إبقاء الجنوب غارقا في شهواته , للقضاء على نزعة التدين لدى أبنائه , وتسهيل الحصول على تراخيص ( الدعارة ! ) , بل والتشجيع عليها .
2- ضعف التدين أصلا لدى غالبية الشعب الفطاني الجنوبي , لقلة العلماء والدعاة , ولوقوعه تحت احتلال حكومة وثنية , فرضت عليه ثقافة بوذية , ووصاية تعليمية مستمدة من خليط من الخرافات , والخزعبلات المبتكرة أو المستوردة .
فضلا عن الفقر العام لدى الشعب , مما يدفعه إلى الرغبة في الحصول على الأموال , ولو بطريقة الدياثة وتجارة الجسد والخسيسة .
( وسائل نصرة الشعب الفطاني )
في ظل الضعف العام الذي أصاب المسلمين في هذا العصر , وخوف الحكومات الإسلامية يمن يد العون لإخوة العقيدة في أصقاع المغمورة , تبقى مجالات النصرة للأقليات الاسلاميه المستضعفة , محدودة ومحصورة في نطاقات ضيقة , لا بد من استغلالها مهما كانت بطيئة الأثر , أو قليلة الفاعلية , وهي في الجملة وسائل شعبية , تنقصها الموارد المادية , ويعوزها التنظيم , ويغلب عليها الارتجالية , لكن مع إخلاص النية , وصدق العزم , تصاحبها البركة , وترعاها العناية الإلهية , فمن ذلك .
1- تفعيل القضية الفطانية إعلاميا .
إن من أهم وسائل نصرة الشعب الفطاني هو إشهار قضيته في المحافل العامة والخاصة , وبحدود الإمكانات المتاحة .
فمن المؤلم كما أسلفت , أن يبقى خاصة العلماء والدعاة غير مدركين لإبعاد قضية الشعب الفطاني المسلم , ووقوعه تحت دائرة الظلم , ومصادرة الحريات العقدية والأخلاقية , حتى صدور حقه في لباسه الشخصي , بل وأسماء أبنائه !
ومن الوسائل الممكنة :
* فتح ملفات إعلامية تنشر عبر الشبكات العنكبوتية , وجمع المعلومات عن الشعب المسلم هناك , واستكتاب أهل العلم والاختصاص لإثراء الموضوع وإشباعه بحثا ودراسة .
وإنها والله لخطوة رائدة هذه التي أقدمت عليها شبكة # نور الإسلام # ونأمل أن يتبعها خطوات أخرى يفتح من خلالها ملفات كشمير والشيشان وكوسوفا وغيرها .
2- ربط هذه الملفات الإعلامية بأكبر قدر ممكن من المواقع عبر الشبكة , ونقل ما فيها من التقارير والدراسات والمقالات , إلى المنتديات العامة بصورة مستمرة ومتجددة .
3- دعوة أصحاب الخبرة والهمم العالية , لفتح مواقع خاصة بالأقليات المسلمة , ومحاولة إبقاء قضيتهم ساخنة ملتهبة , حتى لا تعود مجددا إلى عالم النسيان !
فما المانع أن نبادر إلى إنشاء موقع لفطاني , وأخر لكشمير , وأخر لألبانيا , بطريقة شيقة وفعالة , وبأساليب متجددة ومؤثرة !؟
4- دعوة خطباء المساجد إلى الحديث عن الأقليات المسلمة , وشرح قضاياهم , وتشجيع الجمهور على مساعدتهم معنويا وماديا , فضلا عن الدعاء لهم بصدق وإخلاص .
5- بعث الدعاة إليهم عبر القنوات المتاحة , كرابطة العالم الإسلامي , أو مكاتب الدعوة , أو اللجان الأغاثية , أو عبر الجهود الشخصية , فإذا كانت حكومة تايلاند تشجع السياحة على الوصول إلى أراضيها بأبخس الأثمان , وأسهل الإجراءات فعلى الدعاة أن يستغلوا الفرصة المتاحة , دعوة إلى لله وتعليما لإخوة الدين والعقيدة .
6- التواصل الحثيث مع المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات , للعمل على استقطاب الشباب التايلندي المسلم , وتعليمه , وتكوينه دعويا , ومن ثم بعثه إلى بلاده للتعليم والإرشاد , مزودا بالمراجع العلمية , والكتب المناسبة بلغة البلد الأصلية وهي ( الملايو ) .
كما ينبغي استغلال وجود جالية كبيرة من التايلنديين البوذيين في مجتمعاتنا , ودعوتهم إلى الإسلام ليتحولوا إلى دعاة في بلادهم حسب الوسع والطاقة , أو على الأقل تغيير التركيبة السكانية لمصلحة المسلمين تدريجيا .
7- حث التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين اعتادوا الذهاب إلى تايلاند لأسباب تجارية , وصفقات تجارية اقتصادية , أن يعنوا بأمرين مهمين :
* احدهما : محاولة عقد الصفقات مع التجار المسلمين ما أمكن , لتبقى الأموال المسلمة في أيدي مسلمة على الدوام .
* آخرهما : حمل ما أمكن من الكتيبات الدعوية والنشرات التوجيهية باللغات السائدة هناك .
وغير غائب عن البال الأثر البالغ , والنفع العظيم , الذي قام به التجار المسلمون عبر التاريخ في كل البلاد التي وصلوا إليها , بل إن الإسلام لم يدخل فطاني نفسها , إلا عن طريق التجار قبل عشرة قرون من الزمان تقريبا !.
فهل يلعب تجار زماننا ذات الدور الذي لعبه أسلافهم , وهل يقومون بإحياء سنة الدعوة عبر التجارة ؟
فيجمعون بين تجارتي الدنيا والآخرة , وللآخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ؟! .
8- محاولة إقناع القيادات العسكرية في الجنوب المسلم تأجيل الخيار العسكري لحين تربية الناس على الدين الحق , والخلق الكريم , وتأسيس الأجيال على مكارم الإسلام .
إذ القيام بأعمال العنف لن يحقق - والله اعلم - أهدافا ذات البال , وإنما سيكرس الاحتلال , ويسفك مزيدا من الدماء المعصومة !
ولست اشك لحظة واحدة بان الجهاد الإسلامي متى أمكن قيامه تحت راية واضحة , وقيادة مسلمة واعية , وجب تفعيله ومساعدته بما أمكن , وتعين فرضه على أبناء الشعب الفطاني المسلم ؛
لأنه واقع تحت الاحتلال .
بيد أن مرور مائة عام على دخول المحتل , تستدعي تريثا وتأنيا ضروريا , لترتيب الصفوف , واستعادة الهوية , وتوعية الناس , وهو ما يتطلب وقتا زمنيا لا يستهان به .
والله المسئول أن ينصر دينه وجنده وأولياءه .