نجحت رياضة كرة القدم في تكوين عالمها الخاص المستقل بأفراده وسياسته واقتصاده، وفي ظل هذا التوسّع الهائل، والأرباح الخيالية التي تدرها هذه الرياضة توجّهت العديد من العناصر المختلفة إلى شقّ طريقها لتحجز لها مكاناً في هذا الكيان وتسعى جاهدة لفرض نفوذها وتأثيرها في معظم جوانب اللعبة من انتقالات وقرارات المدربين واللاعبين.
ودون أدنى شك، استطاعت الكثير من هذه العناصر الوصول إلى مبتغاها وفرضت نفسها كأحد أبرز العوامل المؤثرة في صنع القرار في هذه الرياضة، لكن لم يكن لأحدٍ أن يتفوّق في ذلك على زوجات اللاعبين وصديقاتهم، اللواتي بات لهن دوراً مفصلياً ومؤثراً للغاية في مسيرة أزواجهن الكروية، من شأنه أن يحدّد مستقبله أو وجهته المقبلة، أو حتى تمنحه هي نفسها الشهرة الإعلامية، التي لم يكن ليحصل عليها لمجرد كونه لاعب كرة قدم.
اعتادت المرأة أن تكون دوماً محور الاهتمام في شتى المجالات، ولم تكن كرة القدم لتغيّر هذه القاعدة، إذ لم تكتفِ زوجات اللاعبين وصديقاتهم بتقديم التشجيع والمساندة أو حتى المشورة لزوجها، بل امتد دورها لتؤثّر بشكلٍ ملفت للغاية في جوانب متعددة من مسيرته كلاعب، سواء كان هذا التأثير سلبياً أم إيجابياً، وكم سمعنا وتابعنا الانخفاض المفاجئ في مستوى لاعبٍ متميز أو رغبة ملحّة من أحد أبرز نجوم الكرة في مغادرة ناديه الحالي، والتي يتبين فيما بعد أن شريكته كانت الدافع المباشر وراء هذا السبب أو ذاك.
ديفيد بيكهام
عند الحديث عن هذا الموضوع، لا بد من ذكر النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي يعدُّ الرائد في هذا المجال إن صح التعبير، فلا أحد يستطيع أن ينكر الموهبة الكروية التي يتمتع بها، خصوصاً في تنفيذ الركلات الحرة المتقنة، لكنّ الحقيقة تشير إلى أن هذه الشهرة اللامتناهية التي يحظى بها اللاعب الوسيم لم يكن ليحصل عليها لولا ارتباطه بفيكتوريا آدامز نجمة فريق "سبايس غيرلز" الغنائي، صاحب الشعبية الكبيرة في العالم آنذاك، والذي بات من خلاله أحد أكثر الشخصيات المعروفة في إنجلترا والعالم على حد سواء، على الرغم من أنه - في ذلك الوقت- لا يزال لاعباً صاعداً في صفوف نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي، في الوقت الذي لم يتمكن فيه نخبة من أفضل لاعبي كرة القدم في تلك الفترة من الحصول ولو على نصف الشهرة التي حظي بها بيكهام رغم المستويات الفنية العالية التي يتمتعون بها.
\]